الإتّحاد التونسي للمهندسين الفلاحيين، عام مضى، " خيبة " و " أمل

عندما تأسس الإتحاد التونسي للمهندسين الفلاحيين، أراد المؤسسون له ان يكون منظمة ثورية رائدة في القطاع الفلاحي، لانها ببساطة ستوحد كلمة و جهد نخبة القطاع ألا و هم المهندسون الفلاحيون. و قد تحمس البعض للفكرة فساندوها و موّلوها و روّجوا لها. و بعد مرور سنة على الجلسة التأسيسية الأولى، انظر من حولي فلا ارى المؤسسين الأوائل للإتحاد، بل أن اغلبهم إنسحب من العمل الميداني و حتى الإفتراضي. لم يبقى إلا أربعة أشخاص يكابدون العناء في إدارة المشروع الأصعب و هو تشجيع المهندسين على الإنخراط. و رغم كل تلك المجهودات و التعب و العناء لم يستجب حتى 1% من المهندسين. و هذا و الله خذلان عظيم و خيبة أمل أعظم.

ربما يعيب البعض على المكتب التنفيذي بإساءة التخطيط للأمر و إستسهاله. لكن العيب الأكبر يكمن في المهندسين أنفسهم. لأنّه لو كان العيب في الإتحاد لإنخرط المهندسون في النقابات او العمادة و نشطوا فيها. ولكننا لا نرى ذلك. فهناك عزوف كبير في الإنخراط في كل منظمات المجتمع المدني و هذه الظاهرة متفشية في صفوف المهندسين الفلاحيين بالخصوص.
البعض يلوم على أعضاء المكتب انهم يسيؤون ادارة المرحلة، و الأجدر القول ان المكتب التنفيذي لا يمكنه بأعضائه الاربعة ان يدير إتحادا من المفروض أن يستقطب أكثر من 8000 مهندس فلاحي.

رغم نُبل أهداف الإتحاد نرى لا مبالاة من غالبية المهندسين الفلاحيين.
و نحن نسأل اليوم هذا العدد الضخم من المهندسين : هل تريدون فعلا الرقي بمهنتنا و النهوض بالقطاع الفلاحي؟؟ هل تؤمنون ان تهميش الفلاحة في تونس يؤدي مباشرة الى تهميش المهندس و العكس صحيح؟

////// كيف نخرج من هذا المأزق؟؟؟؟

للخروج من هذا المأزق يجب:
1/ الإلتفاف حول فكرة الإتحاد كمنظمة جامعة للمهندسين، تريد ان ترقى بالمهندس و وضع قانون اساسي لهذه المهنة الشريفة و النبيلة.

2/ يجب ان يعتبر المهندس ان الاتحاد ملك له و لبقية المهندسين فلا مجال للإقصاء او الإنفراد بالرأي.

3/ يجب على المهندسين الإنخراط الفعلي في الإتحاد و ذلك بالمشاركة في الحوار و طرح الأفكار و تقديم المبادرات و السعي الى تكوين مكاتب جهوية ( كما هو الحال في ولاية نابل).

4/ يجب على على اعضاء صفحتنا ان يروّجوا لفكرة الإتحاد.

5/ يجب على الأساتذة الجامعيين و الباحثين و الموظفين ان يكونوا أول المنخرطين و أوّل المبادرين بتأسيس مكاتب جهوية و تمويلها. و القيام بندوات علمية في كل المعاهد و الجهات و ذلك بطرح مسألة "دور المهندس الفلاحي و سبل النهوض بالقطاع".

6/ الطلب من المهندسين المتقاعدين اصحاب الخبرات أن يساهموا في البناء الفعلي للإتحاد.

7/ يجب إجبار سلط الإشراف من وزارات و معاهد على الإستماع الى آراء الإتحاد و التعاون معها لوضع المهندس الفلاحي في الدرجة العليا التي يستحق.

8/ إن العمل الحقيقي لاتحادنا لا يمكن ان ينطلق فعليا إلا بعد إنعقاد المؤتمر العام الذي يصادق فيه على القانون الأساسي و ينتخب فيه المكتب الوطني للمنظمة. و يمكن لكل مهندس منخرط أن ينتخب أو ان يترشح لعضوية المكتب (و قد تعهد اعضاء المكتب التنفيذي بعدم الترشح لعضوية المكتب الوطني القادم).

إذا ادعو كل المهندسات و المهندسين للإنخراط في الإتحاد بالعمل أولا و بالمساندة الفعلية و الترويج لفكرة الإتحاد في كل الجهات و الإدارات و الدواوين و الوكالات. و الإسراع الى عقد المؤتمر الوطني في اقرب الآجال لتكوين المكتب الوطني و المكاتب الجهوية و خلق ديناميكية صلب المنظمة تخول لها أخذ المكانة التي تجدر بها.

الإتحاد هو أملنا الوحيد لكي يكون لنا مكانتنا الحقيقية في تونس.
عاشت تونس، عاش الإتّحاد، عاش المهندس الفلاحي التونسي.